شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
كتاب الروض المربع الجزء الأول
91441 مشاهدة
الصلاة على الميت في المسجد

ولا بأس بالصلاة عليه أي: على الميت في المسجد إن أمن تلويثه لقول عائشة صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على سهيل بن بيضاء في المسجد رواه مسلم وصُلي على أبي بكر وعمر فيه رواه سعيد .


في العهد النبوي الصلاة على الجنائز كانت في قرب البقيع كان هناك بالبقيع مصلى يعرف بأنه المصلى على الأموات، إذا جهزوا الميت يذهبون به إلى ذلك المكان وصلوا عليه، ثم صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- على بعضهم بالمسجد كابن بيضاء أو ابني بيضاء، ولما مات أبو بكر أرادوا أن يخرجوه ويصلوا عليه في البقيع فقالت عائشة صلوا عليه في المسجد، تريد أن تشارك؛ لأنها بعد الحجاب لا تخرج لقوله: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ احتجت عليهم بهذا الحديث وهو قوله.. يعني كونه صلى على ابني بيضاء في المسجد أرادت أن تصلي على أبيها معهم.
فعلى كل حال: المعتاد أنه يُصَلَّى عليه في المسجد في هذه الأزمنة؛ وذلك لكثرة المصلين، لأنه لو صلي عليه في المقابر لم يُصلِّ عليه إلا قلة، بخلاف ما إذا ذهبوا إلى مسجد ممتلئ بالمصلين وصلوا عليه كلهم، فإن ذلك أقرب إلى رحمته ومغفرة ذنوبه. نعم.
.. هذا الميت أنه كانوا يصلون عليه في المقبرة، لكن هذا الآن يشق عليهم أن يذهبوا كلهم إلى المقبرة، وليس كل أحد متفرغا يذهب معهم، وليس كل أحد يتمكن من الانتظار حتى يدفن؛ فلذلك قالوا : المسجد يجمع الناس.